-A +A
شروق سعد العبدان aio70077@
عتمة.. على مدى كل الإضاءات التي تخترق حياتنا وتمدنا بالنور، على كل الأشكال المضيئة والتي تبعث في دروبنا الوضوح، على وجود الشمس وانعكاس القمر وبزوغ الفجر، إلا أننا غالباً ما نشعر بالعتمة، لا نرى من هذا النور شيئاً، يتلاشى عن مقاصدنا دون رحمة، نخوض الضياع ونحن في الطريق المضيء نشعرُ بـالانصياع ونحن بلا قيود، نختار دائماً دون قصد ما يحزننا ينتابنا لوهلة أن الأرض قد انطفأت وأن لا وجود للضوء بتاتاً، عدا ذاك الـ«قنديل» الذي يقبع على يمين الروح يمتد نورُه فينا، يخترق سكناتنا يرتب كلماتنا يضعنا ضمن الأبجدية يفرق التشابكات في مشاعرنا، يشتت الظلمات القاتمة ثم يجمعنا يرتبنا يضعنا أولاً فأول، يضوي بنا أرواحاً تعبت من الظلمة وأرهقت من العبور، خطواتها ذبلت، وأوقاتها تساوت، وكأنه مصدر النور الوحيد في هذا العالم، لا يبدأ صباح اليوم إلا به ضارباً بالشمس عرض الليل، تشعر أنه يشع نوراً صوته ضياء تصرفاته ضياء وجوده ضياء عندما يتلاشي يخمدك، يسري في ثنايا حياتك كالدم، يمتعك بالمكوث في كنفه وأنت يقتلك الخوف من أن تفقد هذا الكنف، يرمدك ويعيد اشتعالك وكل هذا في دقيقة دون أن يكون لك أدنى كلمة على نفسك، ترتبط بضيائه حد التصرفات فلا ترى إلا به ولا تستمر إلا به، «قنديل» فتيلته قلبك فهو يبقيه محترقاً متلهفاً عليه يبحث عنه، ينتظره يستيقظ به في عز نومه ليقوم بضيائك.

متعب أن تكون قيد العتمة وضياؤك في قلبك فقط لا تستطيع فك ذاتك التي ارتبطت دون شعور منك بهذا، لكننا نحب ذلك، لكل منا شيء يضيئه يجعله أكثر حياة وأكثر وجوداً ضع يدك فوق قلبك ثم فكر من ذلك الشخص الذي تراه ضياءك، ستجد «أباً أو أماً أخاً أو صديقاً أو حبيبا» نبضك من سيخبرك.. فقلوب المؤمنين أدلتها، صدّقه ثق في اختياره احترم رغبته دعه يتحمل ما أراد هو يعرف كيف عليه أن يتخلص لاحقاً لو حدث وانطفأ قنديله لا سمح الله!